وكالة الطاقة الذرية : أضرار جسيمة تلحق بمنشأة نووية إيرانية رئيسية

كتب- أحمد عادل
تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية في أضرار جسيمة لمنشأة نووية إيرانية رئيسية، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، مما أدى على الأرجح إلى انتكاس دورة وقود اليورانيوم في ايران لعدة أشهر.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ضربات إسرائيلية متعددة ضد منشأة تحويل اليورانيوم الإيرانية في أصفهان، على بعد 400 كيلومتر (249 ميلا) جنوب طهران، أسفرت عن أضرار جسيمة.
واضافت انه سيكون الإطاحة بنجاح بأصفهان أمرًا مهمًا لأنه الموقع الوحيد لتحويل اليورانيوم إلى المواد الأولية التي تستخدمها أجهزة الطرد المركزي، والتي بدورها تفصل بين نظائر اليورانيوم اللازمة للطاقة النووية أو القنابل .
ونوهت الى انه بدون القدرة على تحويل كميات جديدة من اليورانيوم الخام، سيتم تجميد قدرة إيران على إنتاج كميات إضافية من المنتجات المخصبة.
وفي حين أن إيران لديها مخزونات وافرة من المواد الموجودة، فإن قدرتها على التوسع ستكون محدودة .
واشارت الى انه “إذا قاطعت تلك القطعة من ورقة التدفق، فإن دورة الوقود لم تعد تعمل”.
وقال روبرت كيلي، المهندس النووي الأمريكي الذي قاد عمليات التفتيش للوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق “الواجهة الأمامية لبرنامجهم تموت”.
ويتضمن تحويل اليورانيوم الخام خلط الخام بالدقيق، مما يخلق مادة وسيطة شديدة التآكل وهناك حاجة إلى آلات عالية التخصص لتشغيل العملية ما لم يكن لدى إيران معدات احتياطية في المخزون.
وأشار كيلي إلى أن الأمر قد يستغرق وقتًا طويلاً حتى تعيد طهران تشغيل دورة وقود اليورانيوم.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور يسري أبوشادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، في تصريحات خاصة لإذاعات “راديو النيل”، أن الضربات العسكرية التي استهدفت منشآت نووية في إيران لا تشكل تهديدًا إشعاعياً خطيراً حتى الآن. وأوضح أن المواقع التي تعرضت للاستهداف تتركز في مصانع تخصيب اليورانيوم في بوشهر، فوردو، وأصفهان، وأن الإشعاعات الناتجة عنها محدودة للغاية ولا تتجاوز الحدود الجغرافية للمناطق المجاورة.
وأشار أبوشادي إلى تسريب إشعاعي محدود وقع اليوم في منشأة “نطنز”، ناجم عن استهداف مصنع صغير فوق سطح الأرض، مؤكداً أن هذا التسريب لا يشكل خطراً على الدول المجاورة بفضل المسافات الجغرافية الكبيرة التي تفصل بينها وبين الموقع.
وشدد الخبير النووي على أن المفاعل النووي في بوشهر لم يتعرض لأي ضرر حتى الآن، لكنه حذر من التداعيات الخطيرة التي قد تنجم في حال استهداف وحدة تخزين الوقود النووي بالمفاعل، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى سيناريو كارثي مشابه لما حدث في كارثة تشيرنوبل إذا لم تتم السيطرة على الوضع بسرعة.
وأوضح أبوشادي أن المفاعلات الحديثة مثل مفاعل بوشهر مزودة بأغلفة خرسانية شديدة الصلابة صممت لتحمل الهجمات العسكرية، مما يجعل اختراقها أمراً بالغ الصعوبة، وإن لم يكن مستحيلاً.
كما أكد أن القلق الأكبر في الوقت الحالي لا يكمن في التسريبات الإشعاعية غير الضارة، وإنما في طبيعة التصعيد العسكري الذي يشهده النزاع، خاصة بعد استهداف الجيش الإسرائيلي لمصافي النفط ومصادر الطاقة الإيرانية، محذراً من أن رد إيران قد يتسبب في خسائر بيئية ومادية جسيمة، لا سيما في ظل وجود قواعد أمريكية ومنشآت حيوية في المنطقة.