المنوعات

نص خطبة الجمعة الأخيرة من عام 2023

كتب- أحمد عادل

نشرت وزارة الأوقاف نص خطبة الجمعة اليوم بعنوان جريمة الاعتداء على المال العام والملك العام والحق العام.

وبدأت خطبة الجمعة اليوم بـ«الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إله إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحَمَّدًا عَبْدُه ورسوله، اللَّهُمَّ صَلَّ وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين».

وأضافت خطبة الجمعة اليوم: «فلا شك أن المال العام والملك العام والحق العام ركائز بناء الأمم والأوطان لذلك شدد ديننا الحنيف على حرمة الاعتداء على أي منها، حيث نهى ديننا الحنيف عن أكل أموال الناس بالباطل، يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يسيرا، ويقول سبحانه: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (كُلُّ لَحْم نَبَتَ مِنْ سُحْتِ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ).

وتابعت وزارة الأوقاف في نص خطبة الجمعة اليوم: «لما كان المال العام والملك العام والحق العام مما تتعلق به حقوق واسعة؛ وجب علينا المحافظة عليه، وحمايته، والعمل على تنميته وتطويره؛ فإن الأمانة فيه أشد والمسئولية عنه أعظم، كما أن حرمته أشد إثمًا وجرما وخطرا من حرمة الأموال الخاصة والأملاك الخاصة والحقوق الخاصة لكثرة الذمم المتعلقة بالحقوق العامة. وقد حذر ديننا الحنيف من الاعتداء على المال بصفة عامة، حيث يقول الحق سبحانه: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا عَلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوفِي كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم) : (إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ)، ويقول صلى الله عليه وسلم): (كُلُّ جَسَدٍ نبتَ مِنْ سُحْتِ فالنار أولى به.

وأكدت أن الإسلام شدد في الاعتداء على أملاك الآخرين، سواء أكانت عامة أم خاصة حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (مَن اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ)، وقد سأل سيدنا عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه) نبينا صلى الله عليه وسلم: أي الظلم أظلم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم): (ذراعُ مِنَ الْأَرْضِ يَنْتَقِصُهَا المَرْءُ المُسْلِمُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ، فَلَيْسَ حَصَاةً مِنَ الْأَرْضِ يَأْخُذُهَا أَحَدٌ إِلَّا طُوقَهَا يَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى قَعْرِ الْأَرْضِ، وَلَا يَعْلَمُ قَعْرَهَا إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي خَلَقَهَا). ومن الحقوق العامة التي يجب الحفاظ عليها، واستخدامها استخدامًا رشيدا المرافق العامة التي تقوم الدولة ببنائها وتطويرها، فذلك واجب شرعي ووطني وإنساني، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (لا) ضَرَرَ وَلا ضرار)، وهو واجب لا يقف عند حدود الحفاظ عليها فحسب، بل يمتد إلى العمل على تعظيمها، والإسهام في تطويرها، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهْرًا ، أَوْ حَفَرَ بِرًا، أَوْ غَرَسَ نَخَلًا، أَوْ بَنِى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّتْ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى