المنوعات

«مرصد الأزهر»: كراهية المسلمين تهدد وحدة المجتمع وتكلف الاقتصاد ملايين الجنيهات

كتب_ أحمد عادل

سلّط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الضوء على دراسة استقصائية حديثة أصدرتها منظمة “Equi” البريطانية المستقلة بعنوان «حتى تكون بريطانيا موحدة: معالجة الكراهية ضد المسلمين جزء من الحل»، مشيرًا إلى ما تتضمنه من نتائج مقلقة بشأن تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة، لا سيما بعد أحداث صيف 2024، التي شهدت ارتفاعًا حادًا في جرائم الكراهية ضد المسلمين وتزايد مشاعر انعدام الأمان لديهم.

كراهية المسلمين.. آثار متعددة ومستويات الخطر

أوضحت الدراسة أن الإسلاموفوبيا لا تقتصر على آثارها الاجتماعية والنفسية، بل تمتد إلى تهديد العلاقات المجتمعية، وتضعف الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، فضلًا عن تكبيد الاقتصاد البريطاني خسائر تُقدّر بنحو 243 مليون جنيه إسترليني نتيجة لأعمال الشغب وحدها.

كما انتقدت الدراسة بعض السياسات الأمنية، وعلى رأسها استراتيجية “Prevent”، معتبرة أنها ساهمت في زيادة شعور المسلمين البريطانيين بالعزلة والتهميش، ما ينعكس سلبًا على اندماجهم في المجتمع.

توصيات لإعادة بناء التماسك المجتمعي

دعت الدراسة الحكومة البريطانية إلى تبني رؤية شاملة لمعالجة الانقسام المجتمعي، تبدأ بالتصدي للمعلومات المغلوطة والاستقطاب السياسي وخطاب الكراهية. كما أوصت بأن تكون مكافحة كراهية المسلمين أولوية في سياسات التماسك المجتمعي، من خلال إشراك وزارات التعليم، والإسكان، والثقافة والإعلام والرياضة في تنفيذ برامج وطنية لتعزيز الاندماج، ونشر الوعي بأهمية التنوع الثقافي، وتسليط الضوء على الإسهامات الإيجابية للمسلمين البريطانيين.

مرصد الأزهر: خطاب الكراهية يهدد استقرار المجتمعات

أكد مرصد الأزهر، في تعقيبه على الدراسة، أن النتائج الواردة تبرهن على خطورة تصاعد الكراهية ضد المسلمين، ليس فقط في إضعاف النسيج المجتمعي، وإنما في تهديد الاستقرار السياسي والاقتصادي للمجتمع البريطاني ككل.

وشدد المرصد على أهمية التعاون الدولي في مكافحة كافة أشكال التمييز والعنصرية، داعيًا إلى تعزيز قيم التسامح والاحترام والتعايش السلمي، ومؤكدًا على دور المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية في بناء وعي مجتمعي مستنير يُسهم في إزالة الصور النمطية ويدعم الانسجام الاجتماعي.

واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على أن مواجهة الإسلاموفوبيا ليست خيارًا هامشيًا بل ضرورة ملحة لصون وحدة المجتمعات وضمان مستقبلها، مشيرًا إلى أهمية إطلاق برامج توعوية هادفة تُبرز القيم الإنسانية المشتركة وتعزز من روح الانتماء والتكامل بين مختلف فئات المجتمع البريطاني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى