المنوعات

«مرصد الأزهر»: التفكك الأسري بيئة خصبة لتبني الفكر المتطرف

كتب- أحمد عادل

أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن التفكك الأسري يشكل بيئة خصبة تجعل الشباب أكثر عرضة لتبني أفكار متطرفة، تتسم بالعنف والتحريض. وأوضح المرصد أن هذا التفكك يمثل أحد أبرز الأسباب التي تدفع الشباب نحو تبني الأفكار المتطرفة، خصوصًا في المجتمعات التي تعاني من هشاشة اجتماعية واقتصادية.

أثر غياب التوجيه العاطفي والنفسي على الشباب

وأشار المرصد إلى أن فقدان البيئة الأسرية المستقرة وغياب التوجيه العاطفي والنفسي يجعل الشباب أكثر عرضة للفراغ الفكري والانجراف خلف تنظيمات متطرفة توفر لهم شعورًا زائفًا بالانتماء والقبول. إذ تبحث هذه الفئة عن الدعم والموافقة التي لا يجدونها في حياتهم الأسرية، ما يجعلهم عرضة للاستقطاب من قبل تلك التنظيمات.

دور وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الفكر المتطرف

كما أشار المرصد إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورًا محوريًا في انتشار الفكر المتطرف بين الشباب، حيث تستغل التنظيمات المتطرفة هذه المنصات للتواصل المباشر معهم وبث رسائلها بشكل سريع وغير مباشر. وفي ظل ضعف الروابط الأسرية والتواصل العاطفي، يجد كثير من الشباب أنفسهم يبحثون عبر هذه الوسائل عن من يشاركهم أفكارهم ومشاعرهم، وهو ما تستغله تلك التنظيمات في استقطابهم.

الحلول المطلوبة لمواجهة التطرف

شدد مرصد الأزهر على أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب حلولًا متكاملة تبدأ من تعزيز دور الأسرة في التنشئة السليمة، مرورًا ببرامج توعوية في المؤسسات التعليمية، وانتهاءً بتوظيف التكنولوجيا لنشر قيم التسامح والتعايش. كما دعا إلى ضرورة تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للشباب، بما يسهم في تحصينهم ضد محاولات الاستقطاب من التنظيمات المتطرفة.

تعزيز استقرار الأسر كخطوة أولى للوقاية

في ختام تقريره، أكد مرصد الأزهر أن الوقاية من التطرف تبدأ من خلال تعزيز استقرار الأسر وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للشباب في الأسر المفككة، حتى لا يجدوا أنفسهم فريسة للأفكار المتطرفة. كما شدد على دور المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني الذي لا يقل أهمية في توجيه الشباب نحو القيم المعتدلة، من خلال برامج ترشدهم إلى طرق التفكير الصحيحة التي تعزز من تماسكهم الاجتماعي وتحميهم من الانزلاق إلى التطرف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى