ماذا قدم النبي لحليمة السعدية بعد زواجه من السيدة خديجة؟

سلط الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، الضوء على حياة حليمة السعدية، مرضعة النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم.
ويروي جمعه خلال منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك كيف كانت حياة حليمة في البداية مليئة بالصعوبات، وكيف تغيرت أحوالها بعد أن أرضعت النبي.
ويتحدث مفتي الجمهورية الأسبق عن بركة النبي التي أثرت في حياتها وحياة قومها، وكيف كانت غنمها تدر اللبن بشكل وفير بعد أن أخذت النبي، مما جعلها تتفوق على غيرها من النساء.
كما ذكر أن حليمة كانت تسعى للرزق في زمن مجدب، وكيف عادت إلى مكة بعد النبوة لتشكو للنبي مما عانته، وتم تقديم العون لها.
وهذه القصة تبرز أهمية رعاية النبي في طفولته وتأثيره الإيجابي على من حوله.
وقال جمعة، ثم أرضعته عليه الصلاة والسلام أم كبشة حليمة بنت أبي ذؤيب عبدالله بن الحارث السعدية, وهي التي أرضعته حتى أكملت رضاعه, ورأت لنبوته وسيادته براهين وآيات, أرضعته بلبن ابنها عبدالله أخي أنيسة وجدامة وهي الشيماء أولاد الحارث بن عبد العزي بن رفاعة السعدي, وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب, وكان شديد العداوة لرسول الله صلوات الله عليه, ثم أسلم عام الفتح وحسن إسلامه, وكان عمه حمزة مسترضعا في بني سعد بن بكر فأرضعت أمه رسول الله عليه الصلاة والسلام من جهتين, من جهة ثويبة ومن جهة السعدية.
وتابع وقد مست بركة النبي صل الله عليه وسلم مرضعته حليمة في نفسها وولدها ورعيها وقومها وظهرت هذه البركة في كل شيء.
وأضاف المفتي الأسبق فقد خرجت حليمة من بلدها مع زوجها وابن لها رضيع في نسوة من بني سعد تلمس الرضعاء وكانت سنة مجدبة لم تبق لهم شيئا, قالت: والله ما ننام من بكاء صبينا من الجوع وما في ثديي ما يغنيه, وخرجت علي أتاني الضعيفة العجفاء وأصيبت ركبتها, حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فعرض علينا رسول الله عليه صلوات الله وسلامه وهو يتيم, وإنا كنا نرجو المعروف من أبي الصبي, فأخذناه عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة.
واكمل، فلما أخذته رجعت به إلى رحلي, فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن فشرب حتى روي وشرب معه أخوه حتى روي ثم ناما, وقام زوجي إلى ناقتنا المسنة فإذا هي حامل, فحلب منها فشرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا, فبتنا بخير ليلة.
واستكمل، وفي الصباح خرجنا وركبت أتاني, وحملته عليها معي, فوالله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء, حتى قالت صواحبي: أليست هذه أتانك التي كنت خرجت عليها يا حليمة والله إن لها لشأنا.
وذكر بأنها قالت: ثم قدمنا منازلنا من بني سعد وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها, فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به معنا شباعا لبنا, فنحلب ونشرب وما يحلب إنسان قطرة لبن ولا يجدها في ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب! فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطر لبن وتروح غنمي شباعا لبنا, فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته, وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا، ثم قدمنا به على أمه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا, لما كنا نرى من بركته.
وتابع، فنشأ نبي الله شطرا من طفولته في بادية بني سعد في الحديبية وأطرافها, وشطرا في المدينة, وعند حليمة شق صدره صل الله عليه وآله وسلم وملئ حكمة ثم عادت به حليمة إلى أمه.
واستطردا وبعد أن تزوج رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بخديجة قدمت حليمة على مكة, وشكت إليه الجدب, فكلم خديجة بشأنها فأعطتها أربعين شاة, وقدمت مع زوجها بعد النبوة فأسلما.
وتابع وجاءت إلى الرسول صل الله عليه وسلم يوم حنين, وهو على الجعرانة, فقام إليها وبسط لها رداءه فجلست عليه.