ضربوه بالغلط.. القصة الكاملة لمقتل عريس الخانكة بسبب معاكسة فتاة

ودعت العروس ”شهد” زوجها محمد في أول يوم قرر أن ينزل فيه للعمل بعد زفافهما بخوالي 25 يوم، ليطبع الأخير على جبينها القبلة الأخيرة مودعا إياها، وغادر على أمل أن يعود في أقرب وقت لكنه عاد جثة محمولا على الأعناق في نهاية اليوم.
غادر الزوج ”محمد” الشاب العشريني منزل الزوجية، وقلبه يعد الساعات والثواني متلهفا للعودة إلى زوجته التي أخبرته قبل ساعات من مغادرته بأنها حامل في الأيام الأولى وتحمل بين أحشائها طفلهما وأنها تأكدت بعد إجراء الاختبار المنزلي.
طار الشاب فرحا بخبر زوجته وأنها حاملا في جنين سيحمل اسمه، وطلب منها زيارة الطبيب لاتباع تعليماته حتى تضع مولودهما بسلام.
دقائق قليلة مرت على مغادرة العريس منزل الزوجية للمرة الأولى بعد الزواج، متوجها لعمل في مطحن تملكه أسرته، حتى وصل الخبر المشؤوم لعائلته ”ابنكم اضرب بالنار ودمه اتصفى”.
لم تصدق الزوجة الخبر وحاولت تمالك أعصابها لثواني وأمسكت هاتفها لمحادثته لكنه لم يرد على اتصالها لتنهار مغشيا عليها، وفقدت النطق من هول الصدمة التي لم يستوعبها عقلها.
25 يوما كانت هي فترة زواج ”محمد وشهد” لم يكن يعلم محمد بأن أحد أفراد عائلته متورطا في مشاجرة بسبب معاكسة فتاة من منطقة عرب العيايدة التابعة لمركز الخانكة في القليوبية، لانشغاله في حفل زفافه وقضاء شهر العسل برفقة زوجته، وأنهم قرروا الانتقام ليدفع هو الثمن.
لم يدر الشاب أن أسرة الفتاة عقدوا العزم على الانتقام لابنتهم من الشاب المتحرش الذي يحمل نفس اسم الضحية، وصفعها عدة مرات ردا على سبها له، فكان الغدر حاضرًا، وتلقى محمد عدة طلقات في الرأس والصدر أثناء استقلال سيارته منشغلا في عمله، بدلا أحد أقاربه الذي تحرش بها، ليلفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يُنقل إلى المستشفى.
عقل الزوجة الصغيرة يرفض أن يصدق الخبر فهرولت إلى المستشفى وتوسلت إلى الأطباء أن ينقذوا شريك حياتها وتخبرهم بأنه مصاب فقط رغم أنهم أكدوا لها بأنه فارق الحياة نتيجة طلقات الغدر، لكنها تسمرت أمام جسده تودعه بنظراتها وتطلب منه أن ينهض ليغادرا سويا ويُنهي ذلك المقلب السخيف ”قوم يا محمد عشان نروح.. قوم يا محمد ابنك هيتولد يتيم”.
بقلب يعتصره الحزن جلست والدة الضحية وتمسك بيدها ملابسه، تبكي على ابنها الذي قتل غدرا ”لسه عريس مفرحش بعروسته وبابنه”، فقدت الأم الحزينة صوتها والقدرة على الكلام من شدة النحيب والصراخ على ابنها العريس.
”كانوا ضربوا اللي اتحرش .. يقتلوك انت ليه” نطقت بها والدة الشاب الراحل من شدة ألمها وحزنها، وطالبت بالقصاص العادل من القتلة الذين سلبوا حياة ابنها غدرا دون ذنب.
وأكد الجيران أن الضحية كان حسن الخلق ويحبه الجميع لشدة أدبه، وتم تشييعه إلى مثواه الأخير وسط دموع ودعوات المئات من أبناء المنطقة الذين حزنوا على فراقه بتلك الطريقة البشعة.
وأكدوا أنه قُتل بدلا من شاب يحمل نفس اسمه ولكنه ليس ابن عمه انما يحمل لقب العائلة ”قريبهم من فرع تاني” وهو الذي عاكس فتاة من منطقة مجاورة لهم وصفعها على وجهها بعد أن شتمته، وأن الضحية لا علاقة له بالواقعة وأنه كان مسافرا وقت المعاكسة ولا يعلم عنها شيئ.
وتابعوا بأن أسرة الفتاة ووالد الشاب المتحرش بها عقدوا جلسة للصلح قبل واقعة القتل لكنهم لم يتصالحوا لمبالغتهم في الصلح وطلبوا أن تعتدي ابنتهم على الشاب الذي صفعها وسط الشارع ؤ كاونا عايزين البنت تضرب الواد بالقلم في الشارع زي ما ضربها” لكن والد الشاب رفض، لذلك قرروا الانتقام وتربصوا للضحية أثناء عمله على سيارة ملكهم في توزيع الدقيق واعترضوا طريقه بعد أن اعتقدوا بأنه الشاب المتحرش وأطلقوا عليه النار فتلقى عدة طلقات في الرأس والصدر أفقدته حياته في الحال.
وأشاروا إلى أن الأهالي تجمعوا على صوت طلقات الرصاص وحدثت حالة من الهرج والمرج بالمنطقة حتى تم إبلاغ رجال النجدة، وحضر رجال الأمن وفرضوا سيطرتهم عل المنطقة قبل اندلاع مشاجرات بين الأهالي التي كانت تريد الانتقام من أسرة الجناة لقتلهم عريس ليس له ذنب بحادثة ابنتهم.
تفاصيل تلك الواقعة تم تدوينها في بلاغ بقسم شرطة الخانكة بالقليوبية، بدأت بتلقي اللواء محمد السيد مدير المباحث الجنائية بالقليوبية، إخطارا من مأمور مركز شرطة الخانكة، بورود بلاغ من المستشفى، يفيد بوصول عامل جثة هامدة إثر اصابته بطلق ناري.
تحريات المقدم أحمد عبد الجليل رئيس مباحث مركز شرطة الخانكة، توصلت إلى مقتل الشاب محمد أحمد محمد حفني الحجار، في العشرينيات من عمره، مقيم بدائرة المركز، إثر إصابات في رأسه، والتى أدت إلى وفاته على يد ثلاثة متهمين؛ بسبب مشاجرة حول معاكسة أحد أقارب العريس لفتاتين، ولما أبلغت الفتاتان أقاربهما، احتكموا إلى خال المجني عليه لحل الخلاف، ولم تصل الجلسة إلى حل، فقرر المتهمون الانتقام من عائلة العريس بطريقة تحرق قلوبهم، فاختاروا عريس الخانكة؛ بوصفه آخر فرحة للعائلة، رغم أنه كان وقت المشاجرة مسافرا مع زوجته، ولم يشهد الخلاف، ولا يعرف عنها أي شيء.
وبالفعل تربصوا له، وأطلقوا عليه أعيرة نارية، أردته قتيلا في الحال.
وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمين، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق وأمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات والتصريح بدفن الجثة عقب انتهاء أعمال الصفة التشريحية بمعرفة الطب الشرعى.
بنتنا اتهانت واحنا شرفنا غالي.. أمام جهات التحقيق أدلى المتهمون الثلاثة بتلك الجملة دفاعا عن أنفسهم، مؤكدين أن ابنتهم كانت تسير في الشارع وأن ابنهم هو من اعترض طريقها لمغازلتها والتحرش بها.
وأضافوا بأنه أهانها أمام الجميع بتعديه بالضرب عليها وصفعها على وجهها عدة مرات، مما أصابنا بحالة من الغضب والجنون وانتفضنا للثأر لكرامة وشرف ابنتنا، مؤكدين أن والد الشاب المتحرش عقد معهم جلسة صلح لكنهم لم يتفقوا على طريقة تسوية الخلاف مما زاد الموضوع احتقانا ”أبوه مش عارف يرضينا ويحل”.
وواصلوا في اعترافاتهم بأنهم قرروا الانتقام بعد أن وصل الحل بينهم لطريق مسدود وأنه عليهم أن يثأروا لشرفهم بالطريقة التي تناسب حجم غضبهم، وأن الضحية ”محمد” لم يكن هو المقصود لكنه دفع حياته ثمنا لخطأ لم يرتكبه ”مكنش هو المقصود”.