الخارجي

شمال غزة بلا حماية صحية.. تدمير آخر مستشفى رئيسي وموجة اعتقالات تطال الكوادر الطبية

كتب- أحمد عادل

شهد شمال قطاع غزة اليوم السبت دمارًا شبه كامل للمنظومة الصحية بعد خروج آخر مرفق صحي رئيسي في المنطقة عن الخدمة جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة.

وقد اتهم الدفاع المدني في غزة الجيش الإسرائيلي بتدمير المنظومة الصحية في الشمال بعد اعتقال مدير مستشفى “كمال عدوان” وأفراد من طاقمه، في إطار عملية عسكرية استهدفت المنطقة.

تدمير مستشفى كمال عدوان

أمس الجمعة، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مستشفى “كمال عدوان” الواقع في بيت لاهيا قد خرج عن الخدمة، مشيرة إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية قد تسببت في تدمير بعض الأقسام الرئيسية للمستشفى، بما في ذلك أقسام العمليات، بعد أن أُحرقت بشدة خلال الغارة الجوية. من جانبها، أكدت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن الجيش الإسرائيلي اقتحم المستشفى وأحرق جميع أقسام العمليات، مشيرة إلى أن العملية أسفرت عن إجلاء قسري للمرضى والطواقم الطبية، واعتقال عدد منهم، بما في ذلك مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية.

الاعتقالات والأضرار

وبحسب وزارة الصحة، قامت القوات الإسرائيلية باعتقال العشرات من العاملين في مستشفى كمال عدوان، بينهم مدير المستشفى وعدد من أفراد الطاقم الطبي، إضافة إلى اعتقال مدير الدفاع المدني في شمال غزة، أحمد حسن الكحلوت. ووصفت الوزارة هذه الاعتقالات بأنها جزء من جهود إسرائيل لتدمير المنظومة الطبية والإنسانية في المنطقة.

اتهامات بالاستهداف المتعمد

في وقت لاحق، أكد الدفاع المدني في غزة أن هذه الهجمات قد أدت إلى تدمير كامل للمنظومة الصحية في الشمال، وهو ما اعتبره بمثابة “جريمة حرب”. وأشار الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إلى أن “اعتقال مدير مستشفى كمال عدوان والعشرات من الكوادر الطبية والفنية، واعتقال مدير الدفاع المدني، دمر كليًا المنظومة الطبية والإنسانية في شمال القطاع”.

وفي الوقت نفسه، اتهمت حركة حماس الجيش الإسرائيلي باستخدام المستشفيات كمراكز عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة بشكل قاطع، مشيرة إلى أن المستشفى كان مفتوحًا أمام الجميع، بما في ذلك المؤسسات الدولية والأممية.

التحذيرات من تدهور الوضع الصحي

من جهتها، حذرت وزارة الصحة في غزة من تدهور الوضع في المستشفى الأندونيسي الذي استقبل المرضى الذين تم إجلاؤهم قسرًا من مستشفى كمال عدوان. وقالت الوزارة إن الوضع في المستشفى الأندونيسي أصبح “مزرًا وصعبًا للغاية”، مع تزايد الحاجة للمساعدة الدولية لمواجهة الأزمة الصحية المتفاقمة.

إدانات دولية واسعة

وقد قوبل تدمير مستشفى كمال عدوان بإدانات واسعة من قبل المجتمع الدولي. وقالت الأمم المتحدة إن العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة تشكل “جريمة حرب” بشعة، مطالبين بتشكيل لجنة تحقيق أممية لمراجعة الجرائم التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين والمنشآت الصحية.

القتلى والدمار في غزة

في سياق متصل، أفاد الدفاع المدني بمقتل تسعة أشخاص على الأقل جراء ضربة جوية استهدفت منزلًا في وسط قطاع غزة، مما يفاقم من معاناة السكان في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية في مناطق متفرقة في القطاع.

العملية العسكرية الإسرائيلية

تستمر العملية العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة منذ بداية أكتوبر الماضي، في إطار الحرب المتواصلة ضد حركة حماس. وتقول إسرائيل إن هدف هذه العمليات هو منع حماس من إعادة تجميع قواها، بينما تشير تقارير دولية إلى تدمير واسع للمنشآت المدنية، بما في ذلك المستشفيات، في ظل تزايد المطالب الدولية بوقف الهجمات وحماية المدنيين والمنشآت الصحية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى