الخارجي

ردود فعل متباينة على خطة ترامب للشرق الأوسط.. ترحيب من اليمين وتحذيرات من المعارضة

كتب- أحمد عادل

تتوالى ردود الفعل من مختلف الأطياف السياسية في إسرائيل على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بالشرق الأوسط، والتي تتضمن اقتراحات مثيرة للجدل بشأن قطاع غزة.

وبينما لاقت الخطة ترحيبًا واسعًا من شخصيات سياسية يمينية، أبدت المعارضة تحفظات شديدة على بعض جوانبها، واعتبرتها تهديدًا لاستقرار المنطقة.

اليمين الإسرائيلي: ترحيب حار بخطة ترامب

حظيت تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتأييد كبير في إسرائيل، خاصة من الأحزاب اليمينية. واعتبر بتسلئيل سموتريتش، رئيس الحزب الصهيوني الديني، الذي يشغل منصبًا في الحكومة الحالية، أن ترامب هو “الصديق الحقيقي” لإسرائيل، مشيرًا إلى أن الخطة ستساعد على تحقيق أهداف إسرائيل في المنطقة. وأضاف سموتريتش: “إننا في غاية السعادة، وشكرًا لك الرئيس ترامب، فنحن معًا سنجعل العالم مكانًا أفضل”.

من جهته، أكد رئيس حزب “عوتسما يهوديت”، إيتمار بن غفير، في تصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الحل الأمثل لمشكلة قطاع غزة يكمن في تشجيع سكان القطاع على الهجرة إلى دول أخرى. وقال: “عندما قلت هذا خلال الحرب، سخروا مني، لكن الآن أصبح الأمر واضحًا. هذه هي الاستراتيجية لليوم التالي”. واعتبر رئيس الكنيست أمير أوحانا تصريحات ترامب بمثابة “فجر يوم جديد” لإسرائيل، في حين أكدت الوزيرة ميري ريغيف على أن هذه الخطة تُمثل بداية “نظام عالمي جديد”.

المعارضة: تحذيرات من “كابوس” وخطر على استقرار المنطقة

ورغم الترحيب الذي حظيت به الخطة من بعض الأطراف، فإن المعارضة الإسرائيلية لم تُخفِ قلقها من بعض جوانبها. إذ وصف عضو الكنيست جلعاد كاريف، من حزب الديمقراطيين الوسطي، خطة ترامب بخصوص “الترانسفير” أو نقل الفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى بأنه “خداع من أقصى اليمين” واعتبرها بمثابة “كابوس” لإسرائيل. وأوضح كاريف أن نقل مليون ونصف المليون لاجئ فلسطيني إلى مصر والأردن قد يشكل تهديدًا حقيقيًا للسلام الإقليمي، ويضر بالتحالفات المعتدلة في المنطقة.

من جانبه، اعتبر عضو الكنيست أحمد الطيبي، من القائمة العربية المشتركة، أن اقتراحات ترامب بشأن غزة هي “أوهام خطيرة”، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني سيبقى في وطنه ولن يقبل بأي حال من الأحوال بالتخلي عن حقوقه.

موقف المعارضة: ضرورة دراسة الخطة بحذر

فيما أعرب زعماء المعارضة مثل بيني غانتس، رئيس معسكر الدولة، عن دعمهم العام للتحالف العميق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أنهم أكدوا ضرورة دراسة تفاصيل الخطة بعناية. وقال غانتس: “إن تصريحات ترامب هي دليل آخر على التحالف القوي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وسنواصل العمل على تعزيز أمن إسرائيل”. كما أشار يائير لابيد، زعيم المعارضة، إلى أن الخطة بحاجة إلى مراجعة دقيقة، متوقعًا أن يقدم خطة تكميلية خلال زيارته المقبلة لواشنطن.

بينما يبدو أن الخطة الأمريكية للشرق الأوسط تحظى بدعم كبير من أطراف اليمين الإسرائيلي، فإن المعارضة في إسرائيل، بالإضافة إلى بعض الشخصيات السياسية المعتدلة، عبرت عن مخاوف من تأثيرات هذه الخطة على استقرار المنطقة والأمن الإسرائيلي. تبقى الأمور مفتوحة أمام مزيد من المناقشات والاتفاقات التي قد تعكس تطورات جديدة في المواقف الإسرائيلية تجاه المقترحات الأمريكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى