المقالات

رامي زهدي يكتب لـ«الجمهورية الجديدة» نحو تكامل اقتصادي منشود

بصفقات واعمال واستثمار تتجاوز 43 مليار دولار، وبحضور لأكثر من 75 دولة من قارات مختلفة، وبتمثيل متعدد رسمي وخاص وحكومي من معظم الدول الإفريقية ال54، وبعدد زوار يتجاوز 50 الف زائر، وبتغطية صحفية تتجاوز 10 آلاف صحفي وإعلامي من دول مختلفة، وبمشاركة رسمية من 1600 عارض، القاهرة مركز لحدث تجاري اقتصادي ضخم علي مستوي القارة التي تسعي لملاذ آمن عاجل من مشكلات اقتصادية ومجتمعية صعبة، في ظل انكماش اقتصادي يجتاح العالم، وأزمات غذاء وطاقة ودواء تضرب بالجميع،معرض التجارة البينية الإفريقي في دورته الثالثة، يستقر في القاهرة ليعقد في الفترة من 9 الي 15 نوفمبر بعد اعتذار العاصمة ابيدجان، عاصمة كوديفوار عن استضافة الحدث الكبير والذي كان مقررا له الفترة من 21 الي 27 من الشهر الحالي،
نحو تكامل اقتصادي منشود، وفي اطار جهود مصرية متكاملة مخلصة السعي والمسعي تجاه صالح القارة، أصبحت مصر نقطة ضوء ساطع في القارة الأفريقية و التي تحولت عاصمتها القاهرة في العشرة اعوام الأخيرة الي قبلة المال والأعمال والأحداث الهامة في القارة الإفريقية، ولايمكن تقريبا خلال العشرة اعوام الفائتة ان نستثني شهراً واحداً لم تكن فيه مشاركة قوية او زيارة رسمية من مصر أو إلي مصر أو مشاركة دولية في اطار العمل الإفريقي المصري المشترك، والتكامل الإفريقي الإفريقي المنشود، وعمل الإدارة المصرية الدائم لدمج الإقتصاد الإفريقي في الإقتصاد العالمي، وأن تضع مصر العالم أمام مسؤولياته تجاه القارة، بأن يدرك الجميع أن مشكلات وأزمات القارة جزء من مشكلات العالم، وأن أمن وسلم وتحسن حال المواطن الإفريقي يعني بلاشك تحسين لمناخ الأمن والسلم وحال مواطني العالم اجمع.

مصر كانت إستضافت النسخة الأولي من معرض التجارة البينية الإفريقية في العام 2018، ثم إستضافت مدينة دربن بجنوب افريقيا النسخة الثانية من الحدث الهام في العام 2021، قبل ان تتحول النسخة الثالثة للقاهرة في العام 2023،
عقد المعرض خلال سبعة ايام متصلة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبتشريف الرئيس، وبتنظيم مشترك مابين البنك الإفريقي للتصدير والإستيراد ومفوضية الإتحاد الإفريقي وأمانة اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، وسط حضور مكثف من عالم المال والأعمال في القارة والعالم، وبالتوازي تم عقد العديد من ورش العمل واللقاءات الثنائية ومشاورات بين الوفود المشاركة، بالإضافة الي تمثيل مصري قوي لعدد كبير من الشركات المصرية الكبري.
الحدث يمثل نتاج لعمل مكثف من اجل الإسراع في تطبيق اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية الشاملة لذلك جاء الشعار الأساسي للحدث هذا العام تحت عنوان “تعزيز التجارة والإستثمار”،
اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية الشاملة تمثل حلماً بات قريب التحقق، بتوقعات إيجابية لتطبيق اتفاقية سوف تكون الأكبر في العالم حيث تغطي مساحة تزيد عن 30.8 مليون متر مربع، وعدد دول 54 دولة، وعدد سكان يتجاوز 1.4 مليار نسمة، وبناتج محلي إجمالي حالي يتجاوز 3.4 تريليون دولار، يتوقع له زيادة بنحو 9٪ بقيمة 571 مليار دولار مع بدء التطبيق وصولا للعام 2035، بينما يعول علي الإتفاقية خلق 18 مليون وظيفة جديدة في القارة الإفريقية، ونمو دخل اكثر من 50 مليون شخص افريقي وخروج عدد كبير من سكان القارة ربما بنسبة تتجاوز 20٪ من دائرة الفقر المدقع،
كذلك يتوقع بحلول العام 2035 زيادة الاجور بالنسبة للإناث بنسبة 11.2٪ وللذكور بنسبة 9.8٪ علي الأقل،
ومن المؤشرات الإيجابية المتوقعة زيادة صادرات القارة للعالم بنسبة 32٪ وارتفاع القيمة المضافة للمنتج الإفريقي وتحول شكل المنتجات الإفريقية بنسبة أفضل من المواد الأولية الخام الي المصنعة او النصف مصنعة، بينما يتوقع نمو الصادرات بين الدول الإفريقية بنسبة تتجاوز 109٪، بالإضافة لتطور قطاعات تجارة الخدمات والنقل اللوچيستي والتجارة الإلكترونية، ودعم حركة الأفراد داخل القارة لأغراض الصناعة، والتجارة، والإستثمار والتوظيف والتدريب، بالتوازي مع حركة الأفراد لأغراض السياحة والتعليم والعلاج.
مصر تكمل الطريق نحو افريقيا، في طريق خطت مصر فيه خطوات ثابتة، جادة وواسعة نحو تقليل المسافات بين القاهرة العاصمة الإفريقية الأبرز وبين عواصم دول القارة كافة.
وباتت العلاقات المصرية الإفريقية اقوي واكثر ثباتاً، تلك العلاقات التي مرت بمراحل متعددة، وصلت الآن الي ذروة القوة وباتت الامور تسير في إطار مرحلة جني ثمار قوة هذه العلاقة.
مصر الرقم الصعب في افريقيا إستخدمت قوتها الافريقية نحو صالح الحضور العربي في القارة، وظهر ذلك واضحاً في شراكات قوية عربية افريقية.
إجمالاً، نجحت مصر في تحقيق الكثير في سياق علاقتها بدول القارة وفي سياق دعم العمل الإفريقي الإفريقي المشترك، من هذه النجاحات كانت اعادة هيكلة السياسة الخارجية المصرية تجاه افريقيا، واستعادة الدور المصري في القارة وتعزيز هوية مصر الإفريقية، وكذلك حماية الأمن القومي المصري في العمق الإفريقي، ودعم عمليات حفظ السلم والأمن وتسوية الأزمات في القارة ودعم مصر الدائم لعمليات التكامل الإقتصادي والتنمية المستدامة وكذلك مكافحة الإرهاب والجريمة والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، بالإضافة لنجاح مصر في مواجهة تحدي محاولات تغلغل بعض القوي المعادية لمصر وللقارة في القارة الإفريقية والتداخل في سياسات وارادة الشعوب والدول الإفريقية، وعمل مصر لمواجهة تحدي القوي الدولية الكبري التي تعمل علي إعاقة التكامل الإفريقي وضرب أمن وسلم القارة عبر تنمية احداث وصراعات في نطاقات جغرافية مختلفة في القارة الإفريقية، كما عملت مصر ومازالت علي تنفيذ إصلاحات هيكلية وادارية ومالية بالتعاون مع دول القارة للمنظمات والهيئات الإفريقية وعلي رأسها الإتحاد الإفريقي، كل هذا بالتوازي مع العمل علي مواجهة ازمات الديون الإفريقية، وعجز آليات التمويل لمشروعات التنمية في القارة، ومواجهة ازمات الغذاء والطاقة وتدهور البنية الصحية والعلاجية والتعليمية وضعف البني التحتية في معظم دول القارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى