الخارجي

رئيس الوزراء الفلسطيني: مايجري في غزة الأعنف في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

كتبت أميرة السمان

قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن العالم يدرك أن القضية الفلسطينية وعذابات الشعب الفلسطيني لم تبدأ في 7 أكتوبر أو قبلها مباشرة أو بعدها، فالشعب الفلسطيني عبر عذابات كثيرة.

وأضاف أشتية، أنه في العام 1948 هدم 531 قرية وبلدة وسويت بالأرض، وتم تهجير 950 ألف فلسطيني مازالوا في مخيمات اللاجئين إلى يومنا هذا، و65% من سكان قطاع غزة هم من لاجئي 1948.

وأوضح أن القضية تدحرجت فمرت بالعدوان الثلاثي على مصر واحتلال 1956 ثم احتلال 1967، وما تلا ذلك من حروب عبر لبنان وغيره، باختصار الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني عمرها أكثر من 75 عاما، وقبلها 30 عاما عانى فيها الشعب الفلسطيني تحت الاستعمار البريطاني.

وتابع أنه عندما يتم الحديث عن القضية الفسطينية على أنها بدأت من يوم 7 ديسمبر 2023 غير صحيح، فإن القضية بدأت قبل ذلك، ولكن ما يجري في غزة منذ 7 أكتوبر لم يسبق له مثيل في تاريخ الصراع.

وقال، إن ما يجري في قطاع غزة من يوم 7 أكتوبر قد يكون هو الأعنف في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فنحن نعرف أنه في العام 1967 قتل لإسرائيل نحو 747 شخصا، لكن في هذه الأحداث قتل أكثر من 1300 شخص.

وأضاف، أن المشهد بالتالي في الجانب الإسرائيلي كبير، وفي الجانب الفلسطيني عشرات الأضعاف، الأمم المتحدة تقول إنه أكثر من 261 ألف بيت تم تدميرها جزئيا وكليا، وأكثر من 2 مليون إنسان تم تهجيرهام تهجيرا قسريا من الشمال للوسط ثم الآن إلى جنوب القطاع.

وأوضح أنه تم قطع الكهرباء والمياه بيد وزير الطاقة الإسرائيلي، والآن تجري حرب بتجويع الناس وتعطيش في كامل القطاع، وكانت درجة الحرارة في 7 أكتوبر 32 مئوية، الآن صارت 10 درجات، وبالتالي ما كان يمكن للنازح أن يتعايش معه في بداية الحرب لم يعد ممكنا، يوجد أطفال وشيوخ ونساء وحوال وحالات ولادة.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، إن الذي تريده الحكومة الإسرائيلية واضح وضوح الشمس، وهو أن الاستراتيجية الإسرائيلية قائمة على تدمير إمكانية قيام دولة فلسطينية.

وأضاف، أن هذا التدمير جرى عبر غزل قطاع غزة تحت مبرر الانقسام، ترسيخ الانقسام، محاولة دفع غزة في حضن مصر، وإخراج قطاع غزة من الجغرافيا الفلسطينية، وشراء الهدوء بالمال.

وأوضح أن الاستراتيجية في ما يتعلق بالضفة الغربية يتم تحت ادعاء أنها جزء من يهودا والسامرا وهذا الحديث التوراتي، وانتقال الحركة الصهيونية من العلمانية إلى الصهيونية الدينية، ولذا نجد الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى والهجمات التي تتعرض لها الكنائس.

ولفت إلى أن هناك عدة حروب تشن على الضفة، الحرب الأولى على الأرض والجغرافيا بالمصادرات، والثانية حرب على الإنسان والديموجرافيا بهدم البيوت والتهجير وغيره، الحرب الثالثة على الرواية الفلسطينية، ومحاولة تعزيز الرواية اليهودية الصهيونية عن فلسطين، الحرب الرابعة هي حرب المال.

وذكر أن إسرائيل تخصم من أموال الفلسطينيين مبالغ لا يستهان بها تحت حجج مختلفة، منها أن السلطة تنفق على أسر الأسرى والشهداء، وهذا صحيح، هذا شرف لنا أن نساعد أسر الأسرى والشهداء، وبعد 7 أكتوبر كانت الحجة أن السلطة تنفق على قطاع غزة نحو 140 مليون دولار شهريا.

وتابع أن هذا صحيح نحن ننفق على قطاع غزة لأننا نريد أن يكون القطاع جزء لا يتجزء من كيان دولة فلسطين، من أراضي فلسطين، شعب واحد وجغرافيا واحدة ومسار سياسي واحد، لكن إسرائيل تريد عزل غزة عبر المال، وتكثيف الاستيطان، والوزير الإسرائيلي بن جفير وزع 27 ألف قطعة سلاح على المستوطنين ليس لصيد الطيور ولكن لقتل الفلسطينيين.

وقال، إنه منذ بداية العام 2023 ةحتى 7 أكتوبر، استشهد في الضفة الغربية 241 شهيدا، لأن إسرائيل قد شنت حملة على الضفة، واجتياحات في المدن واجتياحات للقرى والمخيمات.

وأضاف، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعيد احتلال الضفة الغربية كاملة الآن، والجيش الإسرائيلي موجود في المدن والمخيمات، ذلك بشكل مواز مع ما يحدث في غزة، والهدف منع إمكانية إقامة دولة فلسطين.

وأوضح أن ليس كل ما يقوله نتنياهو، بشأن إقامة دولة فلسطينية، قضاء وقدر، فنحن الآن موجودين على أرضنا ونواجه كي ننهي الاحتلال ونقيم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس مع حق العودة، والقضية الفلسطينة كانت في الثلاجة قبل 7 أكتوبر، الآن هي في الفرن، وهي نقطة الجذب السياسية للعالم أجمع.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تريد إقامة دولة فلسطينية، بالتالي طلبنا منها ألا تعترض على طلب وجود فلسطين كدولة عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وهذا لا يوجد ما يمنعه، فقد حان الوقت للاعتراف بقياد دولة فلسطينية، لكن الحكومة الإسرائيلية الحالية متعنتة، ولا تسمع كلام حتى أمها وحليفتها وحاميتها الولايات المتحدة.

وذكر أنه نريد من الأمم المتحدة أن تضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال، لأنه لا يمكن العودة إلى مسار مفاوضات كما كان الحال عليه خلال 30 سنة، انتهى شكل التفاوض بجلوس فلسطيني مقابل إسرائيلي مباشرة.

قال، إن هناك تحولا في الرأي العام العالمي شعبيا ورسميا بنسبة 180 درجة، وهذا التحول لمسناه في كل دول أوروبا، وتعلمون علم اليقين أن الشعب الفلسطيني وضع تحت المجزرة في بداية الحرب.

وأضاف، في بداية الحرب كانت هناك حملة مسعورة ضد الشعب الفلسطيني، منع العلم الفلسطيني في برلين ومنعت المظاهرات في باريس ولندن، وقتل طفل فلسطيني 6 سنوات في شيكاغو، واعتدي على 3 شباب فلسطينيين في أمريكا.

وأوضح أن العالم اليوم بدأ يرى الأمور على حقيقتها بعد انكشاف الرواية الإسرائيلية الكاذبة، وبدأ يسأل ويتساءل عن هذه القضية، لماذا لم تحل منذ 75 عاما، كما أن جرائم إسرائيل بدأت تتكشف، وأيضا الحراك الدبلوماسي منذ 7 أكتوبر، الأمم المتحدة واقفة على أصابعها من يومها، ونحن قرار وراء قرار، وقد تكون قرارات غير ملزمة لكننا في صراع على الساحة الدولة.

وتابع أن اللجنة العربية من وزراء الخارجية العرب طافت عواصم العالم، وما قامت به السلطة الفلسطينية وكل الوزراء، والفلسطينيون في الشتات كان لهم دور كبير في كشف زيف الرواية الإسرائيلية، جاء ذلك خلال حوار مع الإعلامية ولاء السلامين في برنامج ملف اليوم على شاشة قناة “القاهرة الإخبارية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى