حكم تقبيل المصحف إذا سقط.. تعرف على الرأي الشراعي

كتب- أحمد عادل
حكم تقبيل المصحف إذا سقط.. في الفترة الأخيرة، تزايدت التساؤلات والبحث عبر منصات التواصل الاجتماعي حول حكم تقبيل المصحف إذا سقط، خاصة بعد أن أثيرت بعض الآراء التي تسخر من هذا الفعل وتدعي أنه بدعة لا تصح.
جاء ذلك بعد ظهور بعض الفيديوهات التي تحاول التشكيك في مشروعية هذا الفعل. وفيما يلي نستعرض أبرز ما ذكره العلماء حول هذا الموضوع.
حكم تقبيل المصحف إذا سقط.. بدعة
يرى الكثير من المسلمين أن تقبيل المصحف هو فعل تعظيم وتقدير لكتاب الله سبحانه وتعالى. ومع ذلك، أثار بعض الدعاة والمنتقدين هذا الفعل زاعمين أنه بدعة لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. لكن العلماء، خاصة من أهل العلم في المذاهب الأربعة، قد أجمعوا على مشروعية تقبيل المصحف عند سقوطه أو عند مسه، بناء على فعل السلف الصالح.
في هذا السياق، قال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، إن تقبيل المصحف جائز في فقه المذاهب الأربعة. واستشهد بما جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية أن الحنفية والحنابلة قد أجازوا تقبيل المصحف تعظيمًا له. كما ذكر أن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقبل المصحف ويقول: “عهد ربي ومنشور ربي عز وجل”، وكذلك فعل الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ما رأي العلماء في تقبيل المصحف؟
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أشار إلى أنه لم يكن هناك مصحف في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن تقبيل المصحف من باب تعظيمه وتقديره ككتاب الله ليس من الأمور التي تعارض الشريعة. وأضاف أن تقليد الصحابة في تقبيل المصحف دليل على مشروعية هذا الفعل.
دار الإفتاء المصرية أكدت في فتوى لها أن تقبيل المصحف جائز ولا حرج فيه. وأوضحت أنه قد ورد عن الصحابة مثل عثمان بن عفان و عمر بن الخطاب أنهم كانوا يقبلون المصحف تعظيمًا لشأنه. وأكدت الفتوى أن هذا الفعل ليس بدعة، بل هو سنة مستحبة إذا كان الهدف من ذلك هو تعظيم كتاب الله.
الفقهاء من المذاهب الأربعة أجازوا تقبيل المصحف، واستدلوا بما ورد عن الصحابة في كتب الحديث. فقد روى ابن حجر الهيتمي الشافعي عن السبكي قوله إن تقبيل المصحف جائز قياسًا على تقبيل الحجر الأسود.
هل يجب تقبيل المصحف إذا سقط؟
أشار الدكتور علي جمعة إلى أنه ليس واجبًا تقبيل المصحف إذا سقط، ولكن إذا قام المسلم بتقبيله فهو تعبير عن تعظيمه للمصحف. لا يجب على المسلم تقبيل المصحف إذا سقط، لكن من المندوب تعظيمه بكافة الطرق الممكنة.
من جهة أخرى، أضاف الدكتور مختار مرزوق أن تقبيل المصحف عند سقوطه ليس بدعة بل هو من أفعال السلف الصالح، وأن العلماء أجمعوا على مشروعيته.
كيفية التعامل مع أوراق المصحف الممزقة؟
تزايدت الأسئلة المتعلقة بكيفية التعامل مع أوراق المصحف إذا تمزقت أو تآكلت. في هذا الصدد، أفتى الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه يجب احترام أوراق المصحف حتى وإن كانت ممزقة أو تالفة. وأوضح أن من الأفضل حفظ الأوراق التالفة بشكل لائق، ويمكن إعادة تصنيعها بشكل يحترم كلمات الله. وإذا كان لا يمكن حفظ الأوراق بطريقة مناسبة، يمكن تصوير الصفحات أو إعادة طبعها بما يحفظ النصوص القرآنية.
خلاصة القول:
تقبيل المصحف عند سقوطه ليس بدعة، بل هو مستحب في فقه المذاهب الأربعة، وله أصل ثابت في أفعال الصحابة.
تقبيل المصحف يُعتبر تعبيرًا عن تعظيم كلام الله وليس شرطًا أو واجبًا في الشريعة.
التعامل مع أوراق المصحف الممزقة يجب أن يتم بحذر واحترام، ويجدر حفظها بطريقة لا تهينها.
ختامًا، يجب على المسلمين مراجعة فقه المذاهب الأربعة والتأكد من صحة الآراء قبل نشر أي فتاوى أو أحكام قد تثير الجدل بين الناس.