حظر الهواتف المحمولة في المدارس الهولندية يظهر نتائج إيجابية على تركيز الطلاب والمناخ الاجتماعي

كتب_ أحمد عادل

أظهرت دراسة حديثة أعدتها الحكومة الهولندية تحسناً ملموساً في البيئة التعليمية داخل المدارس بعد تطبيق حظر استخدام الهواتف المحمولة، الذي دخل حيز التنفيذ مطلع عام 2024. ووفق ما نقلته صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، فإن الدراسة التي شملت 317 مدرسة ثانوية كشفت عن تأثيرات إيجابية واضحة على سلوك الطلاب ومستوى تركيزهم خلال اليوم الدراسي.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن ما يقرب من ثلثي المدارس التي شملها البحث لاحظت تحسناً في المناخ الاجتماعي بين الطلاب، في حين أفادت النسبة نفسها بأن الأداء الأكاديمي شهد تقدماً ملحوظاً منذ تنفيذ الحظر.

من جانبها، أوضحت مارييل بول، وزيرة الدولة الهولندية للتعليم الابتدائي والثانوي، أن إزالة الهواتف المحمولة من الفصول قللت من مصادر التشتيت، وساهمت في زيادة التركيز خلال الحصص الدراسية. وأضافت: “الطلاب أصبحوا أكثر انخراطاً اجتماعياً، وغياب الهواتف من الفصول الدراسية أظهر نتائج إيجابية استثنائية. من المشجع رؤية هذا الالتزام الواسع من المدارس”.

ويشمل قرار الحظر أيضاً المدارس الابتدائية، رغم أن الطلاب في هذه المرحلة لا يستخدمون الهواتف المحمولة عادة إلا في السنوات الأخيرة من التعليم الأساسي. وبحسب الدراسة، فإن التأثيرات الإيجابية للحظر في هذه الفئة العمرية كانت أقل وضوحاً، لكن التوجه العام يبقى مشجعاً.

وتضمن القرار استثناءات محددة، حيث يسمح باستخدام الهواتف الذكية في حالات خاصة، مثل الطلبة الذين يعتمدون على أجهزة إلكترونية مرتبطة باحتياجات طبية، كأجهزة السمع المتصلة بالهواتف الذكية.

تأتي هذه الخطوة في إطار اتجاه أوسع داخل أوروبا نحو فرض مزيد من القيود على استخدام الهواتف المحمولة في المؤسسات التعليمية، وسط تزايد القلق بشأن تأثير الأجهزة الرقمية على الصحة النفسية للطلاب ومستويات تحصيلهم الدراسي. وفي هذا السياق، أعلنت إيطاليا عن نيتها تطبيق حظر مماثل على الهواتف الذكية مع بداية العام الدراسي المقبل، في خطوة وُصفت بالجريئة.

النتائج التي سجلتها هولندا تضيف ثقلاً جديداً للنقاش الدائر في عدد من الدول الأوروبية حول ضرورة إعادة تنظيم استخدام الهواتف الذكية في المدارس، في ظل سعي الأنظمة التعليمية لتحقيق توازن أفضل بين التكنولوجيا وجودة العملية التعليمية.