تحذيرات أمريكية لروسيا بشأن خطر «حرب الظل» وتأثيرها على الأمن الجوي

كتب- أحمد عادل
أطلقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحذيرات شديدة لموسكو بشأن الحرب الخفية التي تنفذها روسيا، والتي باتت تهدد بحدوث كارثة جوية نتيجة لتحركات تخريبية قد تكون روسية وراءها، ما يضع الأمن الجوي العالمي في حالة من القلق. ويشير تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية إلى أن تلك التحركات تتضمن إرسال شحنات مفخخة عبر أنظمة فحص الشحن الجوي الدولية، وهو ما شكل تهديدًا خطيرًا على الطائرات التجارية في طريقها إلى الولايات المتحدة وكندا.
في الصيف الماضي، بدأت شحنات مشبوهة في الاشتعال في مطارات ومستودعات بألمانيا وبريطانيا وبولندا، ما أثار شكوك الغرب حول تورط روسيا في تلك الحوادث. وفي أغسطس الماضي، تم الكشف عن معلومات استخباراتية تشير إلى أن موسكو تخطط لنقل حربها من أوكرانيا إلى أمريكا الشمالية، حيث يمكن أن يتم تهريب الطرود المفخخة على متن طائرات شحن، وتسببت هذه المعلومات في تصاعد المخاوف بشأن الأمن الجوي.
التحقيقات الأولية بينت أن الطرود المفخخة عبرت أنظمة الفحص الجوي، مما أثار قلق السلطات الأمنية في الغرب. وسرعان ما بدأت روسيا في التفكير في إرسال شحنات مماثلة عبر الطائرات المدنية والركاب، مما قد يؤدي إلى اندلاع حرائق مدمرة في حال تفريغ الشحنات من الطائرات أثناء الرحلات.
وفي رد فعل سريع، فرض وزير الأمن الداخلي الأمريكي، أليخاندرو مايوركاس، قيودًا جديدة على فحص الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة، وتبنى إجراءات سرية في إطار سعيه لضمان منع وقوع كارثة جوية. وفي نفس الوقت، ضغطت الإدارة الأمريكية على كبار مسؤولي شركات الطيران لتسريع إجراءات الأمن والوقاية من هذه التهديدات.
كما قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بتكليف مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية (CIA)، ويليام بيرنز، بإرسال تحذيرات رسمية إلى مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن المخاطر المحتملة لتلك المخططات. وقد شملت هذه التحذيرات التأكيد على أن روسيا ستتحمل المسؤولية عن أي حادث يتسبب في مقتل مدنيين، مع التأكيد على أن “حرب الظل” بين البلدين قد تتصاعد بشكل خطير.
وفي حين توقفت الحرائق التي كانت تندلع في أوروبا، لا يزال المسؤولون في واشنطن غير متأكدين إذا ما كانت روسيا قد أوقفت تلك العمليات أم لا، إذ يخشى البعض أن تكون موسكو قد استخدمت الوقت لابتكار أساليب جديدة وأكثر سرية للتهريب.
وبينما تتأهب الإدارة الأمريكية للانتقال إلى إدارة جديدة، أظهرت المعلومات أن الولايات المتحدة تعمل على تحسين قنوات الاتصال مع موسكو لمنع تصاعد الأوضاع إلى حرب شاملة، لكن رغم تجنب كارثة جوية فورية، تبقى المخاوف من استمرار تصاعد التوترات بين الطرفين، خاصة في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.
التقارير الأخيرة أظهرت أن روسيا قد تكون تسعى لزيادة تعقيد الصراع من خلال هذه الهجمات الخفية التي لا تشعل حربًا شاملة، بل تسعى لتقويض استقرار الغرب دون مواجهة عسكرية مباشرة.