الجيش السوري في قبضة الانهيار.. انخفاض الروح المعنوية والمخاوف الاقتصادية تقوض الدفاعات
كتب- أحمد عادل
تساءلت صحيفة “التلغراف” البريطانية في تقرير لها عن الأسباب التي أدت إلى الانهيار المفاجئ للجيش السوري، وعدم قدرته على مقاومة تقدم المعارضة المسلحة، مشيرة إلى عدة عوامل أساسية ساهمت في ذلك.
انخفاض الأجور وضعف الروح المعنوية
أوضحت الصحيفة أن انخفاض الأجور وتدهور الروح المعنوية، إضافة إلى نقص الخبرة العسكرية، كانت من العوامل الأساسية التي أضعفت فعالية الجيش السوري.
وقالت الصحيفة إن المعارضة المسلحة، عبر التخطيط الجيد والتكتيكات الفعالة، نجحت في إرباك الجيش السوري ووضعت قواته في حالة من الصدمة، مما سهّل تقدمها.
فرار القيادة وتراجع الدفاعات
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السوري، بشار الأسد، غادر دمشق يوم الأحد إلى وجهة غير معلومة، في حين أكد مقاتلو المعارضة أنهم دخلوا العاصمة دون مواجهة مقاومة تُذكر. كما ذكرت الصحيفة أن وحدات الجيش السوري انسحبت من مواقعها على أطراف دمشق ليل السبت، هربًا من تقدم قوات المعارضة. ورغم تصريح وزير الداخلية السوري محمد الرحمون، الذي أكد أن “محيط دمشق يخضع لطوق أمني قوي لا يمكن كسره”، إلا أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من الوصول إلى العاصمة، وهو ما يُناقض تلك الادعاءات.
تراجع سريع في المحافظات
كما أضافت الصحيفة أن الجيش السوري تخلى عن حماية عدة مدن رئيسية مثل حلب وحماة، في سلسلة من التراجعات المتسارعة منذ بداية هجوم المعارضة قبل أقل من أسبوعين. ووفقًا للعقيد البريطاني المتقاعد ومستشار الأسلحة الكيميائية، هاميش دي بريتون جوردون، فإن “انخفاض الأجور وضعف الروح المعنوية، إضافة إلى قلة الخبرة، كانت عوامل رئيسة تعيق فعالية الجيش السوري”.
مؤسسات ضعيفة وقيادة متخاذلة
وأكد دي بريتون جوردون أن “الجيش السوري لم يكن قويًا يومًا، بل اعتمد على الخوف والرعب، مستندًا إلى الدعم الروسي منذ عام 2015″، مشيرًا إلى أن العديد من الضباط السوريين تم اختيارهم بناءً على قربهم من الأسد، وليس على كفاءتهم العسكرية. من جهة أخرى، قال جريج ووترز من معهد الشرق الأوسط، إن “القادة العسكريين السوريين يركزون على التهريب والابتزاز أكثر من اهتمامهم بإنشاء دفاعات فعالة أو قيادة قواتهم”.
خطوات متأخرة وغير كافية
فيما علق رئيس تحرير “سيريا ريبورت”، جهاد يازجي، قائلاً إن “انهيار الجيش يعكس انهيارًا أوسع في مؤسسات النظام”. وأضاف أن هناك شعورًا عميقًا في مناطق النظام بأن الأمور ليست فقط غير قابلة للتحسن، بل أن احتمالية التحسن أصبحت معدومة. وأشارت الصحيفة إلى إعلان الأسد هذا الأسبوع عن زيادة رواتب الأجهزة الأمنية بنسبة 50%، وهو ما اعتبر محاولة لمعالجة مشاكل الروح المعنوية. إلا أن الصحيفة أكدت أن هذه الخطوة جاءت متأخرة وغير محسوبة، ولم تمنع تراجع القوات على مختلف الجبهات.
الروح المعنوية المتدهورة
في ختام تقريرها، خلصت الصحيفة إلى أن غياب الروح المعنوية لدى غالبية أفراد الجيش السوري كان السبب الرئيسي في انهياره، خاصة في ظل الوضع الكارثي الذي تعيشه الدولة السورية على كافة الأصعدة.