الخارجي

«الجارديان»: نتنياهو يرى الدمار وسيلة لتحقيق أهدافه وتعزيز سلطته

كتب- أحمد عادل

رأى الصحفي سيمون تيسدال، كاتب العمود في صحيفة (الجارديان) البريطانية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يرى في الدمار وسيلة لتحقيق أهدافه وتعزيز سلطته ولهذا يسعى إلى حرب أبدية لا تنتهي والدليل على ذلك حربه المستمرة مع الفلسطينيين.

وقال الكاتب الصحفي، إن الحرب بين إيران وإسرائيل لم تنتهِ على الإطلاق وأن وقف إطلاق النار المتفق عليه شفهيا بينهما قد يُمزق إربا في أي لحظة؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى مقتل مئات المدنيين وجرح الآلاف وترويع الملايين، في ظل أنظمة عدوانية متمسكة بالسلطة.

وأضاف بالقول: “إن السذج فقط هم من يعتقدون أن بنيامين نتنياهو – أكبر محبي الحرب – قد انتهى من القتال، حتى لو كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مُحقًا، وأن المنشآت النووية الإيرانية قد دُمّرت (يبدو أن وصف “تضررت بشدة” هو الأدق) فإن خبراتها النووية ومخزونها من اليورانيوم المُخصب لم يُدمرا.. عند أول بادرة، حقيقية كانت أم مُتخيلة، لإعادة البناء، سيعاود نتنياهو وحلفاؤه الهجوم بالتأكيد ورغم أن ترامب ألغى الهجمات الأسبوع الماضي، لكن هذا رجل يُمكنه أن يُغير رأيه ثلاث مرات حتى قبل أن يتناول فطوره”.

وتساءل: “من يُصدق حقًا أن نتنياهو سيتخلى بسهولة عن الهيمنة على المجال الجوي الإيراني، التي فرضتها قواته؟ من غير المرجح أن يكون قادرا على مقاومة إغراء استهداف إيران مجددًا، خاصة إذا كانت الهجمات الجديدة تحمل مكاسب سياسية محتملة، حيث يُقال إن نتنياهو يفكر حاليًا في إمكانية الدعوة إلى انتخابات مبكرة، وربما يأمل أن تُخفي مغامراته في إيران إخفاقاته في هجوم 7 أكتوبر، وتقصيره في استعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس”.

وتابع أن هناك نمطا مُتكررا منذ مارس الماضي، عندما خرق نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة من جانب واحد، سعى لإخضاع القطاع حيث قُتل مدنيون فلسطينيون في فظائع متكررة شنها الجيش الإسرائيلي والمستوطنون حول مراكز توزيع الطعام في غزة وفي بلدات الضفة الغربية.. وفي أماكن مثل رفح الفلسطينية، يتكرر يوم الأحد الدامي كل يوم تقريبًا.. وفي لبنان وسوريا، ألقت إسرائيل قنابلها دون عقاب ولا يتوقف نتنياهو عن قصفه العسكري.. فلماذا نتخيل أنه سيختلف مع إيران؟.

ونوه بأن معظم الدول تدين “الحروب الأبدية”، التي تُجسدها التدخلات الغربية الكئيبة التي استمرت لسنوات في أفغانستان والعراق لكن نتنياهو لا يُدينها؛ لأن السلام عدوه والحرب الأبدية تُبقيه في السلطة، تحت الأضواء، وخارج السجن، مشيرا إلى أن نتنياهو يرى استمرار الحرب فرصة لتعزيز الدعم المحلي والتغلب على خصومه.. لافتا إلى أن هذه الحقائق لن تؤدي إلا إلى تعميق انعدام الثقة بالغرب، حيث تريد إيران تخفيف العقوبات الأمريكية، وقد توافق على مناقشة هذا الأمر، لكنها لن تناقش أنشطتها النووية المستقبلية.

كما لم تنتهِ الحرب بالنسبة لترامب أيضًا (مع أنه قد يظنها قد انتهت، وقد يخدعه وهم جائزة نوبل للسلام). لقد أثبت، كما في أوكرانيا وغزة، أن تدخلاته المتسرعة وغير المدروسة وغير المستنيرة تزيد العالم خطورة.. ولفت إلى أن هجوم ترامب المباغت على إيران، ينتهك ميثاق الأمم المتحدة، ويساعد الدول المارقة على تبرير عدوانها غير القانوني، كما أن باستمراره في مساعدة نتنياهو، المتهم بارتكاب جرائم حرب، يعرض ترامب نفسه للملاحقة القضائية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

وقال الكاتب الصحفي “إن ترامب دمر الدبلوماسية متعددة الأطراف، وهمش وأهان الحلفاء الأوروبيين، واعتمد على مبعوثين مبتدئين، ورفض نصائح الخبراء كما أن انعدام ثقته الواضح وأنانيته المُفرطة كلها أسباب إضافية تجعل من المستحيل الاعتماد على الولايات المتحدة.

واختتم عموده بالقول: “إن عبث هذه الحرب لم تحقق أي شيء إيجابي تقريبًا.. تسببت في البؤس والدمار وانعدام الأمن، نادرًا ما تُفضي القوة الغاشمة إلى تحقيق غايات سلمية، عادة ما تُؤجج المشاكل القائمة – وهذا ما حدث هنا.. متى سيدرك هؤلاء الرجال العجائز الغاضبون ذلك؟ ربما لن يدركوه أبدًا، إلا إذا استجمع الديمقراطيون شجاعتهم لمواجهتهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى