المحافظات

«التنشئة الاجتماعية في ظل تحديات الفضاء المفتوح».. ندوة بمجمع إعلام القليوبية.. «صور»

كتب: محمد نبيل

نظم مجمع إعلام القليوبية، بالتعاون مع مجلس مدينة شبين القناطر بالقليوبية، اليوم ندوة تثقيفية مهمة بعنوان “التنشئة الاجتماعية في ظل تحديات الفضاء المفتوح”.

تأتي هذه الندوة في إطار اهتمام قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات بتنمية الإنسان والاستثمار في رأس المال البشري، بهدف إعداد أجيال جديدة قادرة على المشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة.

أشرف على الندوة الدكتور أحمد يحيى مجلي، رئيس قطاع الإعلام الداخلي، وحاضر فيها الدكتورة هند فؤاد أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية والمشرف على فرع المركز بالقليوبية، والدكتورة سارة مراد خبير الإعلام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، والشيخ محمد أبو الفتوح حسين مفتش دعوة بإدارة أوقاف شبين القناطر.

افتتحت اللقاء ريم حسين عبد الخالق، مدير مجمع إعلام القليوبية، بكلمة أكدت فيها أن الفضاء المفتوح أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، ولا يمكن الاستغناء عنه، مشددة على ضرورة إعادة النظر في أساليب التربية والتوجيه، والتوفيق بين الاستفادة من الوسائل الرقمية والحفاظ على أصالة القيم المجتمعية.

وأشارت إلى أن التحدي اليوم ليس في التكنولوجيا ذاتها، بل في كيفية تربية أجيال قادرة على العيش بوعي في عالم متغير، مؤكدة أن الاستثمار في التربية السليمة والتنشئة الواعية هو استثمار في مستقبل الأجيال ونهضة الأمم.

وفي سياق متصل، أوضحت الدكتورة هند فؤاد أن الثورة الرقمية والانفتاح غير المسبوق عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد فرضا تحديات جديدة ومعقدة على عملية التنشئة الاجتماعية، ولم تعد الأسرة والمدرسة المصدرين الوحيدين لتشكيل شخصية الطفل وغرس القيم، بل أصبح الفضاء المفتوح يلعب دورًا موازيًا، وقد يكون متناقضًا، في التأثير على السلوك والتفكير. ورغم الفرص التي يتيحها هذا الفضاء للتعلم والتواصل، إلا أنه يفرض تهديدات جدية على هوية النشء وانتمائهم.

ودعت الدكتورة هند إلى مراجعة الأساليب التربوية التقليدية وإيجاد طرق جديدة لحماية الأجيال في عصر تتداخل فيه الحدود بين النافع والمضر، مؤكدة أن التنشئة الاجتماعية هي عملية نقل القيم والمعتقدات والأعراف، وأن الأطفال اليوم يتلقون جزءًا كبيرًا من أفكارهم وسلوكياتهم من الفضاء الإلكتروني في ظل غياب الرقابة الكافية، مما يستدعي تطوير أساليب التربية ودمج القيم الأصيلة مع التقنيات الحديثة.

ومن جانبها، أشارت الدكتورة سارة مراد إلى التأثير السلبي الكبير للفضاء المفتوح على تنشئة الطفل.

وأكدت علي ضرورة إعادة النظر في
أساليب التنشئة الاجتماعية وتحديثها لمواكبة متغيرات العصر.

وشددت على تعزيز دور الأسرة من خلال الحوار المفتوح والرقابة الواعية على استخدام الأطفال للتكنولوجيا، وتطوير المناهج التعليمية لتشمل التربية الإعلامية والرقمية، وتوعية النشء بكيفية استخدام الفضاء المفتوح بشكل آمن وناقد. كما حثت على تحفيز الأنشطة الواقعية التي تعزز مهارات التواصل والانتماء، مثل العمل الجماعي والمبادرات المجتمعية، وبناء شراكات بين الدولة والمؤسسات التعليمية والمجتمع المدني لتوفير بيئة رقمية صحية تدعم التنشئة السليمة، بالإضافة إلى تدريب أولياء الأمور على مواكبة اهتمامات أبنائهم بطريقة ذكية وفعالة.

وأشار الشيخ محمد أبو الفتوح، إلى أن التنشئة في الإسلام تبدأ من اللحظة الأولى لولادة الطفل، وتُعتبر الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تزرع العقيدة وتُعلّم الأخلاق وتُرشد إلى الطاعة والاحترام، مؤكدا أن الدين يحث على تنشئة الأبناء على الصدق، الأمانة، احترام الآخرين، حب الخير، والرحمة، ويوجه إلى بناء علاقة متوازنة بين الفرد ومجتمعه قائمة على التعاون والتكافل. كما تلعب المساجد والمدارس الدينية والخطب دورًا مهمًا في تعزيز التنشئة السليمة من خلال التوجيه المستمر وتصحيح المفاهيم وربط السلوك بالقيم الدينية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن التنشئة الاجتماعية لا تقتصر على تعلم العبادات، بل تشمل بناء الإنسان الصالح المتوازن نفسيًا، أخلاقيًا، واجتماعيًا، وأن الدين يظل الحصن المنيع الذي يحفظ الفرد ويضمن توازنه في مواجهة التحديات في زمن كثرت فيه المؤثرات السلبية.

أعدت وأدارت اللقاء ليلى محمد مسعد، أخصائي إعلام بمجمع إعلام القليوبية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى