«الإفتاء »توضح كيفية قدرة ملك الموت على قبض أرواح متعددة في وقت واحد

كتب- أحمد عادل
أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى توضيحية ترد فيها على التساؤلات المتزايدة حول كيفية قدرة ملك الموت على قبض أرواح متعددة في الوقت ذاته. وأكدت الدار أن الله سبحانه وتعالى هو المتوفى الحقيقي للأرواح، مستندة في ذلك إلى قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾ [الزمر: 42].
وأوضحت الفتوى أن الله تعالى قد خلق ملك الموت ووكّله بأمر قبض الأرواح، بالإضافة إلى إعانته بعدد من الملائكة المكلفين بهذه المهمة. وهذا التوضيح يتفق مع ما جاء في الآية الكريمة: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ [السجدة: 11]، مما يبين أن ملك الموت هو الذي يتولى قبض الأرواح بقدرة الله.
كما استشهدت دار الإفتاء بآية أخرى تقول: ﴿تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ﴾ [الأنعام: 61]، حيث فسر العلماء أن “الرسل” هنا هم الملائكة الذين يساعدون ملك الموت في قبض الأرواح قبل أن تُسلم إليه. وهذا يوضح أن عملية قبض الأرواح تتم بمساعدة ملائكة آخرين مكلفين بذلك.
التفسير من التراث الإسلامي
استعرضت دار الإفتاء بعض آراء العلماء والمفسرين في هذا الموضوع، مثل ما ذكره الإمام أحمد في كتابه “الزهد”، حيث أكد أن الأرض قد صُورت لملك الموت كوعاء يسهل عليه من خلاله تناول الأرواح من أي مكان. وأضافت أن لملك الموت أعوانًا من الملائكة يطوفون بالأرض يوميًا لتسهيل هذه المهمة. كما أشار الإمام الرازي في تفسيره إلى أن التوفي يتم بقدرة الله، ولكن في العالم الظاهر يُنسب إلى ملك الموت وأعوانه بحسب ترتيب إلهي دقيق.
كيف يمكن لملك الموت قبض عدة أرواح في وقت واحد؟
ردًا على التساؤل الشائع حول كيفية قدرة ملك الموت على قبض عدة أرواح في وقت واحد، أوضحت دار الإفتاء أن ملك الموت ليس منفردًا في أداء هذه المهمة، بل له أعوان من الملائكة يساعدونه على قبض الأرواح، ثم تُسلم الأرواح إليه ليقوم بتوفيتها. واستشهدت بما ذكره الإمام إبراهيم النخعي وابن عباس رضي الله عنهما، بأن الملائكة هي التي تقوم بقبض الأرواح أولًا، ثم تُسلم إلى ملك الموت.
الختام
واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن كل ما يتعلق بالموت والحياة هو في يد الله وحده، وأن ملك الموت وأعوانه ليسوا إلا أدوات تنفيذية أمرها الله. ودعت المسلمين إلى التأمل في دقة النظام الإلهي في تدبير الموت، الذي يشمل كل روح، أينما كانت وأيًا كانت ظروفها، دون غفلة أو تقصير.