الأمم المتحدة تحذر من تفاقم المعاناة الإنسانية في غزة: «حياة المدنيين في خطر»

كتب- أحمد عادل
أكدت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، رافينا شامداساني، استمرار المعاناة الإنسانية المروعة في قطاع غزة بسبب تصعيد الجيش الإسرائيلي لعملياته في شمال القطاع. وأشارت إلى أن هذه العمليات أدت إلى فصل المنطقة عن بقية القطاع، مما يعرض حياة المدنيين للخطر من جديد.
وفي تصريحاتها اليوم، أوضحت شامداساني أن الأيام الأخيرة شهدت غارات وقصفًا مكثفًا، بالإضافة إلى إطلاق نار من مروحيات وتوغلات برية استهدفت المباني السكنية ومجموعات من السكان. هذه الأعمال أسفرت عن العديد من الإصابات وأجبرت الفلسطينيين على النزوح جماعيًا، في وقت تستمر فيه الاعتداءات على المستشفيات.
وأكدت المتحدثة أن العديد من الفلسطينيين الذين أُمروا بالمغادرة لا يزالون محاصرين ولا يستطيعون التنقل بأمان، مشددة على ضرورة وضع حد نهائي للقتل والدمار. ودعت إلى وقف التصعيد العدائي الذي تمارسه القوات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الحل الوحيد لهذا النزاع هو عبر طاولة المفاوضات. وحذرت من أن توسع النزاع وارتفاع وتيرة التصعيد يهدد سلامة ملايين الأشخاص في المنطقة، خاصة في ظل تدهور الوضع المدني في لبنان وغزة وإسرائيل وسوريا.
وفيما يتعلق بالأحداث في لبنان، لفتت شامداساني إلى أن العاصمة بيروت تتعرض بشكل متزايد لقصف جوي إسرائيلي، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص ونزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم في جميع أنحاء البلاد.
كما ذكّرت شامداساني بجوب الأطراف المعنية بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني وقواعد الحرب، خصوصًا فيما يتعلق بحماية المدنيين والمرافق المدنية. وشددت على ضرورة إجراء تحقيق فوري وشامل في أي انتهاكات مزعومة قد ترتكبها إسرائيل، ومحاسبة المسؤولين عنها.
واستهجنت أيضًا اللغة التحريضية التي تروج لها بعض الأطراف، محذرة من أن تهديدات ضد الشعب اللبناني، سواء كانت لدعوتهم للانتفاض على حزب الله أو مواجهة مصير مشابه لمصير غزة، يمكن أن تُفسر على أنها تشجيع على العنف ضد المدنيين.
ختامًا، طالبت شامداساني بوضع حد نهائي للتشهير المستمر بالأمم المتحدة، وخصوصًا لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، معتبرة أن هذا النوع من الخطاب المسموم غير مقبول ويجب أن يتوقف فورًا.