«الأزهري»: التراث الإفريقي شاهد على التفرّد الحضاري ومصدر إلهام للإنسانية

كتب_ أحمد عادل
بمناسبة اليوم العالمي للتراث الإفريقي، أكد الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أن التراث الثقافي والطبيعي العالمي، وعلى وجه الخصوص التراث الإفريقي، يُعد مصدرًا ثريًا للثقافة والحضارة، ويمثل شاهدًا حيًّا على التنوع والتفرّد الذي يميز شعوب العالم، لا سيما في القارة السمراء.
وأوضح وزير الأوقاف أن الاحتفاء بهذا اليوم لا يقتصر على البعد الرمزي فحسب، بل يعكس تقديرًا حقيقيًا لما تنطوي عليه القارة الإفريقية من مكونات حضارية فريدة، وحضارات متنوعة تمتد في عمق الزمان والمكان، وتشكّل دعامة أساسية في سجل التاريخ البشري.
وأشار الأزهري إلى أن إحياء ذكرى التراث الإفريقي يمثل فرصة لاستلهام الدروس من تجارب الماضي، وتعزيز روح الانتماء والاعتزاز بالجذور الثقافية، كما يبرز مساهمات الشعوب الإفريقية في صناعة الحضارة الإنسانية، في وقت يحتاج فيه العالم لإحياء القيم الأصيلة المشتركة بين الأمم.
وأكد أن وزارة الأوقاف، إذ تحتفي بهذا اليوم، فإنها تحتفي بالتفرّد المصري الإفريقي، وما قدمته القارة من عطاء حضاري يستحق أعلى مراتب التقدير، مشددًا على ضرورة تحمّل المجتمع الدولي لمسؤولياته في صون التراث الإفريقي، والمساهمة في حفظه ودعمه في مواجهة التحديات المعاصرة، بما ينعكس إيجابًا على مستقبل أكثر إشراقًا وعدالة للعالم بأسره.
وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذي لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن منتدى “اسمع واتكلم” في نسخته الرابعة، يُعد منصة استراتيجية تهدف إلى تمكين الشباب بأدوات فكرية وعملية تعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، لاسيما في ظل ما يشهده العالم من صراعات رقمية وتضليل ممنهج تقوده التنظيمات المتطرفة.
وخلال كلمتها الافتتاحية بالمنتدى، شددت سلامة على أن الإنصات الواعي يمثل نقطة الانطلاق الحقيقية للفهم العميق، بينما تبقى الكلمة المسؤولة أحد أهم أدوات التغيير الفعّال. وأوضحت أن محاور المنتدى تمس أبرز القضايا التي تشغل بال الشباب، خاصة مع تزايد تعقيدات المشهد الرقمي، الذي باتت تتزاحم فيه الآراء والمواقف، وتستغله التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”القاعدة” لإعادة تجنيد العناصر عبر ما يعرف بـ”الذئاب المنفردة”، مستغلة انشغال العالم بالأزمات السياسية والاقتصادية.
وحذّرت سلامة من أن هذه التنظيمات تواصل استغلال الفضاء الإلكتروني بعيدًا عن المواجهات المباشرة، مطالبة بتكاتف الجهود المحلية والدولية لمجابهة هذا التهديد الأمني والفكري. كما أعربت عن أملها في أن تُسفر جلسات المنتدى عن توصيات عملية تُترجم إلى سياسات ملموسة تدعم أمن واستقرار المجتمعات، وتؤسس لرؤية شبابية تشارك في بناء المستقبل.
واستشهدت بتقرير أممي صدر عام 2023، أشار إلى أن 40% من المنضمين للجماعات المتطرفة في إفريقيا جنوب الصحراء كان الدافع الأساسي لانخراطهم هو الفقر، مقابل 17% فقط انضموا لأسباب دينية، ما يؤكد أن معالجة هذه الظواهر لا تنفصل عن السياقات الاجتماعية والاقتصادية.
كما وجهت الدكتورة رهام رسالة مباشرة إلى الشباب، وصفتهم خلالها بأنهم “قلب الأمة النابض”، داعية إياهم لاستثمار الإعلام الرقمي في دعم القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي لا تزال محورًا أساسيًا في جهود مرصد الأزهر، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023.