ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب لبيانات هامة
كتب- أحمد عادل
شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، حيث تزايدت أسعار العقود الآجلة للخام، في ظل ترقب المستثمرين لعدد من البيانات الاقتصادية الهامة التي قد تؤثر على السوق.
من بين هذه البيانات، تقرير المخزونات الأسبوعية للنفط الخام، بالإضافة إلى تقرير التضخم في أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، وأيضًا التقرير الشهري لمنظمة “أوبك” الذي يتناول آفاق العرض والطلب العالميين على النفط.
أسعار العقود الآجلة:
شهدت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم فبراير ارتفاعًا بنسبة 0.68%، ليصل سعر البرميل إلى 72.68 دولار.
في الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي بنسبة 0.71% أو 49 سنتًا، ليصل سعر البرميل إلى 69.08 دولار.
العوامل المؤثرة في ارتفاع الأسعار:
التوترات الجيوسياسية: تزايدت المخاوف بشأن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، مما دفع المستثمرين إلى رفع توقعاتهم حول زيادة المخاطر الجيوسياسية، وهو ما ساهم في دعم أسعار النفط. التوترات في هذه المنطقة تلعب دورًا كبيرًا في التأثير على استقرار أسواق النفط العالمية.
التفاؤل حول الطلب الصيني: هناك حالة من التفاؤل بين المستثمرين بخصوص الطلب على الطاقة في الصين.
يأتي هذا التفاؤل عقب تعهدات من قادة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين باتباع سياسات مالية ونقدية تهدف إلى تحفيز الاقتصاد المحلي وتعزيز الاستهلاك. هذا التفاؤل قد يؤدي إلى زيادة الطلب على النفط، مما يدعم الأسعار في السوق.
العوامل التي قللت من المكاسب:
زيادة المخزونات الأمريكية: وفقًا لتقديرات معهد البترول الأمريكي، فإن المخزونات الأمريكية من النفط ارتفعت بمقدار 500 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي.
هذه الزيادة تشير إلى ضعف في الطلب على النفط في السوق الأمريكية، مما ساهم في الحد من مكاسب الأسعار. هذه البيانات تمثل إشارة على أن أسواق النفط قد تواجه بعض التحديات في الأسابيع المقبلة بسبب تراجع الاستهلاك.
بيانات المخزونات الفعلية: يُتوقع أن تُصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بيانات رسمية في وقت لاحق اليوم تشير إلى انخفاض المخزونات الأمريكية بمقدار مليون برميل، ما قد يؤثر على حركة الأسعار.
إذا تحققت هذه التوقعات، فإنها قد تدعم أسعار النفط، لكن الأسواق ستظل مترقبة لهذه البيانات لتقييم تأثيرها الفعلي.
تقرير التضخم الأمريكي: يُتوقع أن تُظهر بيانات التضخم في أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفاعًا طفيفًا إلى 2.7% على أساس سنوي في نوفمبر، مقارنة بـ 2.6% في أكتوبر.
على الرغم من أن هذه الزيادة قد تبدو طفيفة، إلا أن المستثمرين يعتقدون أن هذه الزيادة جاءت نتيجة تأثير سنة الأساس، وليست نتيجة تصاعد ضغوط الأسعار. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر هذا على الأسواق المالية وسوق النفط بشكل عام.
تقرير “أوبك”: بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تُصدر منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) تقريرها الشهري الذي سيتضمن تقييمًا للوضع العالمي للنفط.
من المتوقع أن يحتوي التقرير على خفض في التوقعات المتعلقة بنمو الطلب على النفط في عامي 2024 و2025.
هذا التعديل في التوقعات يأتي بعد أن خفضت “أوبك” توقعاتها للطلب على النفط في الأشهر الأخيرة، وهو ما يعكس القلق المستمر بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي في العديد من المناطق، خاصة في الصين والاقتصادات الكبرى الأخرى.